سليمة مراد ملكة الغناء والمقام العراقي النسوي

شكرا للاستاذ "شعوبي" على هذا المقال الشيق. فالمطربة سليمة مراد يمكن ان تلقب دون شك بملكة الغناء النسوي العراقي، ولكنها ليست من قراء المقام ولا يعرف عنها انها ادت مقاما، وليس بين تسجيلاتها المعروفة تسجيل لمقام.
وارجو الملاحظة بان السيدة ام كلثوم لم تزر العراق عام 1935. ام كلثوم زارت العراق مرتين. الزيارة الاولى كانت في 17 تشرين الثاني عام 1932. وكانت الزيارة الثانية عام 1946 حيث اشتركت باحياء حفلة بمناسبة عيد ميلاد الملك فيصل الثاني.
وقد احيت ام كلثوم خلال زيارتها الاولى 12 حفلة في ملهى الهلال ببغداد. وقد اعجبت اثناء وجودها في بغداد باغنية "قلبك صخر جلمود" التي لحنها الموسيقار صالح الكويتي لسليمة مراد، وابدت رغبتها في ان تؤديها بنفسها في حفلاتها، فقامت سليمة مراد بتلقينها الكلمات والنغم، وقيل ايضا ان الملحن صالح الكويتي وضابط الايقاع حسين عبدالله اشتركا كذلك في عملية تلقين الاغنية لام كلثوم، وكانت هذه المرة الاولى وربما الوحيدة التي ادت فيها ام كلثوم اغنية لغيرها وليست من الحان ملحن مصري. اما عن تسجيل الاغنية بصوت ام كلثوم فلم يعثر حتى الان على اسطوانة كهذه ولايعرف كذلك اذا كانت الاغنية قد سجلت اصلا.

شكرا جزيلا للاخت كريمه عطار على مشاركتها وانا سعيد جدا بهذه المشاركه واتمنى ان تستمر هذه التفاعلات الطيبه والجميله في الاراء لفائدتها للجميع ..وتعقيبا على ما تفضلتي به اختي العزيزه من ملاحظات بخصوص الرائده القديره سليمه مراد عندي بعض الملاحظات منها :

فاتني أن اذكر ملاحظه في موضوعي الذي كتبته وهو ان هناك الكثير من الاغاني بما فيها مقامات محدوده قدمتها سليمة مراد ضاعت ولم تصل الينا والسبب الاساسي هوانها كانت تغني في الملاهي كما هو معروف وفي بيتها الذي كان يعتبر صالون ادبي وفني وسياسي واجتماعي شامل ولم تكن في تلك الفترة امكانيات التسجيل متوفره بكثره كما هو عليه الحال فيما بعد ...وانا اتفق معك تماما في ان القديره سليمه مراد كانت كما وصفتيها ب ( ملكة الغناء النسوي العراقي) ولكن هذا لا يمنع من كونها قد غنت أو قدمت مقامات عراقيه وهذه الحقيقه عليها شواهد وان كانت قليله لأن المقامات التي قدمتها سليمه مراد كانت اصلا قليله مع الاسف الشديد واغلبها ان لم يكن كلها لم يصل الينا في تسجيلات .. ومن هذه الدلائل القليله على غناءها للمقام العراقي بصوتها الشجي والجميل على سبيل المثال لا الحصر هو ما ذكره الاستاذ وقاريء المقام ( حسين الأعظمي) في دراسه بحثيه واكاديميه بعنوان (المقام العراقي الى اين ؟؟منشوره في بغداد عام 2000) حيث يقول في الفصل الرابع من هذه الدراسه ما يلي :
((قد كانت سليمة مراد ، تحاول أن تصف لنا من خلال مقاماتها القليلة وأغانيها الكثيرة ، طبيعة الحياة التي عاشتها … التي وصلت فيها الى أعلى درجات الحضور، و قد تعاظم نفوذها الفني و الشخصي في المجتمع لفترة طويلة من حياتها)) ..وهذا دليل على انها غنت المقام العراقي ولكن المشكله كما قلت ان مقاماتها لم تصل الينا مع الاسف الشديد من جانب وطغيان اغانيها على مقاماتها من جهة ثانيه ..وهناك دليل اخر انها غنت المقام العراقي وهذا الدليل يرتبط بزواجها من المقامي المعروف والفذ الراحل ناظم الغزالي الذي كان على عكس سليمه مراد في تقديم مقامات متعدده اغلبها وصل الينا..وعن هذه المرحله من حياة سليمه مراد خلال زواجها من ناظم الغزالي الذي استمر عشرة سنوات وانتهى بوفاته المفاجيء رحمه الله تقول :
(( طوال مدة الزواج كنا نتعاون معا بوصفنا فنانين على حفظ بعض المقامات والبستات، وغالبا ما كنا نبقى حتى ساعة متأخرة من الليل نؤدي هذه الأغاني معا ونحفظها سوية )) .. وهذا دليل اخر حتى ولو ليس فيه تسجيلات كاثبات على صحة هذا الدليل لان المعروف ان سليمه عشقت واحبت ناظم الغزالي حبا لا يوصف وظلت وفيه له حتى اخر ايام حياتها وبيتها الذي كانت تسكن فيه كان مكتوب على بابه ( بيت ناظم الغزالي ) حتى وفاتها في 1/1 /1974.. وطبعا هذا الدليل مستنبط من ان حب سليمه مراد لناظم كان حبا لفنه ايضا وليس لشخصه فقط وكانا يتعاونان ويشتركان في الحفظ والتدريب المقامي والغنائي المشترك بينهما طيلة فترة العشرة سنوات وناظم الغزالي كما قلنا هو مقامي معروف وقدم مقامات كثيره ومن هنا فان العديد من الباحثين يؤيدون غناء وتقديم سليمة مراد للمقام العراقي رغم قلة ما قدمته ..
[/right]
ايضا دليل اخر وهو ان العديد من الباحثين يؤكدون على ان سليمة مراد هي اول من قدمت وغنت مقام ( البنجكاه) من الاصوات النسائيه العراقيه ويقال ان ناظم الغزالي نفسه كان معجبا جدا بقدرتها على تقديم هذا المقام بالذات خصوصا وانها كانت متميزه جدا في قدرتها بما يتعلق في عنصر التعبير الادائي عن هموم و معانات المجتمع العاطفية بشكل عالي في قوة التعبير والامكانيات وهي من اهم صفات المقامي الناجح ...ويؤكد اغلب الباحثين في سيرة حياة وتاريخ سليمة مراد ان امكانياتها التعبيريه كانت غير اعتياديه ... وعن هذه الحقيقه يعود الاستاذ حسين الاعظمي في نفس الدراسه البحثيه التي ذكرتها مؤكدا أن :
((تفاعل نشاطها الفني ذو الخبرة و التجربة العميقة مع الامكانية الفنية الخارقة لدى زوجها ناظم الغزالي ، فكانت فترة زواجهما التي دامت عقداً واحداً من السنين ، انتجا فيها الكثير من الاغاني وبعض المقامات واقاما الكثير من الحفلات الثنائية داخل العراق وخارجه )) ...ومعلوم ان الرائد الكبير الراحل ناظم الغزالي كان مقاميا ويستدل من الحفلات المشتركه التي قدموها سويه ( ناظم وسليمه) في مرحلة الخمسنيات ان سليمة مراد قد قدمت وغنت المقام العراقي ايضا وان كانت مقاماتها قليله لكنها اول من قدمت المقام من الاصوات النسائيه المتميزه في تلك الفتره..وهناك
دليل عكسي أي دليل عكس هذا الذي عرضته مما جاء في دراسة الاستاذ حسين الاعظمي وهو دليل يقدمه لنا كل الباحثين في سيرة حياة القدير والكبير الراحل ناظم الغزالي حيث يؤكدون على ان فترة زواجه من سليمة مراد تعلم ناظم خلالها الكثير من خبايا وخفايا المقام العراقي على يد سليمة مراد واستزاد من خبرتها الكبيره خصوصا وان الحب النقي والصافي كان قد جمع بينهما لعشرة سنوات كامله قدما خلالها الكثير من الحفلات سواء كانت منفرده او مشتركه ...
وبرأيي الشخصي اذا كان ناظم الغزالي قد تعلم خفايا وخبايا المقام من سليمه او اذا كانت سليمة قد تعلمت من ناظم فان الابت والكيد في هذه الحاله انهما كلاهما كانا عملاقين في هذا المجال نظرا لما كانا يتمتعان به من حضور شبه منفرد على الساحه الغنائيه والمقاميه على حد سواءويكن بهذه النتيجه من التحصيل الحاصل ان كلاهما قد قدم وغنى المقام العراقي ولكن سليمة مراد قدمت مقامات قليله ومحدوده وانا اعتقد شخصيا ان السبب في ذلك هو حبها الكبير لناظم الغزالي الذي كان اشهر من نار على علم في مقاماته التي قدمها ولم تكن سليمة مراد تريد التأثير باي شكل من الاشكال على نجومية ناظم الغزالي في المقام العراقي لذلك تركته يتسيد عرش مملكة المقام العراقي فيما تسيدت هي مملكة الغناءعلما بظان كل اغانيها ايضا مستقاة من المقام العراقي وهي كانت متميزه في ما يعرف ب ( الجورجينه الثقيله) ..وطبعا لا ننسى ايضا كما ذطرت ان اغلب مقاماتها او حفلاتها المقاميه كانت في الملاهي ولم يتم تسجيلها مع الاسف الشديد لذلك لم تصلنا كدليل على انها قدمت المقام العراقي ...

بالنسبة لزيارات كوكب لاشرق الراحله ام كلثوم للعراق نعم كلامك صحيح الزياره الاولى كانت عام 1932 والحقيقه انا كتبتها 1935 سهوا خلال كتابة الموضوع واعتذر عن هذا الخطا غير المقصود وسأعدل التاريخ ..

هذا هو رايي الشخصي المتواضع ومره اخرى اشكر الاخت العزيزه كريمه عطارعلى مداخلتها الجميله واتمنى ان يشارك بقية الاخوان اراؤهم عسى ولعل نصل الى حقائق اكبر لكي نوثق سيرة هؤلاء الكبار الراحلين ...

وشكرا

شعوبي

شكرا للاستاذ "شعوبي" على هذا الجهد الذي بذله لكي يتحفنا بهذه المعلومات القيمة. وارجو ان اوضح هنا ان الدراسات والابحاث العلمية تعتمد عادة على مواد مسجلة ومثبوتة. واذا كنا لا نملك تسجيلا تؤدي فيه المطربة سليمة مراد مقاما، فهذا لا يعني انها لا تعرف قراءة المقام، فهناك الكثير من الهواة الذين يحسنون تأدية المقام ولكنهم، لاسباب خاصةبهم، لا يسجلون قراءاتهم، وهم لذلك لايمكن اعتبارهم من ناحية البحث العلمي من قراء المقام واعلامه.
ان المطربة سليمة مراد ولدت ونشأت في محيط فني ضم كبار العازفين الموسيقيين. وكانت الموسيقى الغالبة في تلك الفترة (وهي فترة عشرينات القرن الماضي وليس العقد الثاني منه) هي موسيقى الجالغي البغدادى والمقام العراقي. اما الاغاني او البستات فكانت آنذاك قليلة ومحدودة. ولهذا يمكن القول ان المطربة سليمة مراد قد تشربت في بداية نشأتها الفنية بانغام المقام العراقي واستوعبت مبناه وفصوله، وكانت في احيان كثيرة تطعّم اغانيها بجملة لحنية من المقام الملائم للاغنية. واذا كانت سليمة مراد قد ادت وسجلت اغاني في النصف الثاني من عشرينات القرن الماضي، فان تلك الاغاني كانت قليلة ومكررة.
وقد حدثت النقلة الكبرى في حياة سليمة مراد الفنية، عندما عمل معها في ملهى الهلال الموسيقار العراقي صالح الكويتي كعازف كمان، وطلبت منه ان يحاول تلحين بعض الاغنيات الجديدة لها. وبهذا الصدد يقول صالح الكويتي في احدى المقابلات الاذاعية التي اجريت معه، انه اخذ كلمات اغان من الشاعر عبد الكريم العلاف وكانت الاغاني الاولى التي لحنها : قلبك صخر جلمود، آه يا سليمة، هوه البلاني، منك يا الاسمر وغيرها. وقد لاقت هذه الاغاني التي ادتها المطربة سليمة مراد نجاحا كبيرا الامر الذي شجع صالح الكويتي على مواصلة تلحين الاغاني التي كان لسليمة مراد النصيب الاكبر منها. وهذه النقلة الهامة في تاريخ الاغنية العراقية هي التي يقصدها كذلك الدكتور محمد العامري في مشاركته عن المطربة صديقة الملاية بقوله " انه منذ بداية العقد الثالث من القرن الماضي ظهرت أصوات شجية بألوان غنائية جديدة لم تسمعها الأذن العراقية من قبل، يعود الفضل في أغلب الأحيان إلى الموسيقيين الكبيرين صالح الكويتي وشقيقه داود الكويتي"، ويمكن القول ان المطربة سليمة مراد نالت شهرتها بفضل صوتها الذي حسدتها عليه حتى اميرة الطرب ام كلثوم، وكذلك بفضل ثقافتها الفنية التي اكتسنتها من المحيط الذي نشأت فيه، وبتادية هذه الاغاني الجديدة التي لحنها لها في البداية ولعدة سنوات فيما بعد الموسيقار صالح الكويتي. ولو كانت سليمة مراد، المعروفة بشخصيتها القوية وفكرها النفاذ، اقول لو كانت سليمة مراد تعتقد انها تستطيع ان تكسب شهرة اكبر بتأدية المقام لما توانت عن تأديته، حتى ولو حتم ذلك عليها منافسة الصوت الرجالي الغالب في قراءة المقام.]

بالفنانة ام كلثوم في مسرح الهلال عندما قدمت الى بغداد اول مرة وتاثرت باغنية (كلبك صخر جلمود) وحفظتها عن طريق الفنانة سليمة مراد وسجلتها على اسطوانة نادرة
[center]

الأخ الأستاذ شعوبي المحترم
السلام عليكم
أسمح لي أن أبدي بعض الملاحظات على موضوعكم أعلاه ..وللأسف كتبته ولكن حدث خطأ فذهبت الكتابة كلها ، هناك الكثير من الأخطاء والمعلومات والتسميات الواردة فيه ..ولاأدري إن كان سيتم تعديلها أم جرت العادة بما دونه الباحثين من أخطاء ! وأصبحت قدساً ..ولايمكن لمثلنا من مناقشتها وأبداء الأخطاء الواردة فيه .
* هذه أول الأخطاء ..وقد ذكرتها الأخت كريمة عطار في ردها على الموضوع ....ياسيدي الفاضل العزيز ...خلي أحجي بالعراقي ..أكو ناس يسمعون بالمقلوب ! وقد تداولوا طوال السنوات الماضية ..أن أم كلثوم قد سجلت أغنية ( كَلبك صخر جلمود ) ..والله كَلبنه ورم !! وبأختصار هنا تسجيل لملحن الأغنية ( صالح الكويتي ) والحديث واضح جداً ...أنه لم تكن هناك أجهزة تسجيل في العام 1932 في بغداد لكي يتم تسجيل الأغنية ..وكذلك فأنها لم تسجلها على أسطوانة في مصر ... هو اللحن بالكاد عزفته الفرقة الموسيقية المرافقة لها ، يعني كله عدم الأنتباه لما قيل ويقال والتأكيد ..ولابد أكيد بأن جنابكم قد أستمع لهذا الحوار لصالح الكويتي ،وتقبل أحترامي وللموضوع بقية إن شاء الله .


[b]لم أستطع تحميل الملف رغم أن حجمه لايتجاوز بضعة كي بي .. فما هو السبب ؟؟ وشكراً

كانت سليمة مراد متدينة بالديانة اليهودية الا انها لم تغادر العراق أيام حملة تهجير اليهود إلى إسرائيل، عندما عمدت الحكومة الملكية العراقية إلى إسقاط الجنسية العراقية عن كل اليهود لإجبارهم على الرحيل إلى إسرائيل، وبقيت في العراق حيث استمرت في ممارسة الغناء حتى السنوات الأخيرة من عمرها. وقد حذت حذوها الفنانة سلطانة يوسف حيث كانت الأخيرة يهودية الاصل أيضا..
[b] ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأستاذ الفاضل شعوبي
تحية طيبة[center]
قرأت أول أمس مقترحاً جميلاً وصائباً من قبل الأستاذ وسام الشالجي ...وملخصه ضرورة أبتعاد المنتدى عن الخطان الأحمران !! الديانة والسياسة !! ولكننا نجد أن هذه المواضيع محشورة في الكتابات مثلاً هنا ..وماذا سييزدنا إن كانت ديانتها أو قومها من لون معين ؟
ماذا سيفيد المقام العراقي وبيت المقام العراقي؟
هل يستطيع الكاتب أن يذكر شيئاً عن أخت الراحلة سليمة مراد ؟ ( رجينة !) وبالنسبة لمسألة التهجير وترتيبه كان بمخطط طويل الأمد نفذ على مراحل من قبل الحكومة العراقية آنذاك وبريطانيا والكيان المسخ الذي أقامته ..فإذن هي ليست جهة واحدة! ومسألة أخرى قانون أسقاط الجنسية لم يكن يخصهم وحدهم وكان قانوناً قد صدر في بداية الثلاثينات والذي صدر في العام 1950 كان مع تعديلاته ...هذه واحدة وثانياً كانوا مخيريين بأسقاط جنسيتهم وليس جبراً ! ولقد عاصرت تلك الفترة ..الذي يريد يذهب الى دائرة النفوس ويقدم الطلب ويتم تأشير ذلك في سجله وبالخط الأحمر .. ولحد الآن موجود هذا القانون ..ألم يتنازل آلالاف العراقيين عن جنسيتهم لغرض الحصول على جنسية دولة أجنبية !! خو مو هذا الكلام من جيبي ..ولكنه الواقع وهكذا هي أحوالنا وأنظمتنا .. ذكرت هذا بأختصار شديد لكي لاأذهب الى الفصل السابع ! ...
وددت أسأل حضرتك ..هل اليهودية ديانة أم قومية ؟
أم أن الهوية الوطنية العراقية لم تعد تنفع !! وهو حالها اليوم فلا وجود لشيء أسمه الهوية الوطنية ...فروع وطوائف متناحرة ..وكنت أود لو لم تذكر هذه العبارات ..وهل سنذكر الأسماء الأخرى ..المطرب أو المطربة من القومية أو الطائفة الفلانية ؟ أم أن الأمر مقتصر على ماورد في مشاركتكم الأولى أعلاه ؟
ومسألة أخرى سيدي الكريم ...وربما لم يسمع بها أحد في عالم الأنترنت ! وهو بأن المرحومة المطربة سليمة مراد ..قد أعلنت أسلامها [ أي من الديانة الموسوية الى الأسلام ] وفي المحكمة الشرعية العام 1953 وبرغبتها حين تزوجت من نفس السنة بالمطرب الراحل ناظم الغزالي ...وأصبح أسمها في السجلات الرسمية ...([] فوزية محمد علي [/]) .. هذا ما أفاد به. في حديث ولقاء قديم مع المرحوم الأذاعي محمدعلي كريم ..ولكن أسمها القديم سليمة مراد بقى متداولاً لمعرفة الناس بها من هذا الجانب ،وبالمناسبة فأن المطربة الراحلة سليمة مراد هي مطربتي المفضلة كصوت عراقي أصيل يدخل القلوب بلا أستأذان .
أخي الكريم ..أنا تعودت الصراحة بطبعي ..وأرجو أن لاأكون قد أفسدت موضوعكم الجميل ، وإن كان لابد ..فالحذف خير ٌ لتعليقي هذا ،مع فائق الشكر والتقدير .

بخصوص أغنية (كلبك صخر جلمود)التي غنتها ام كلثوم وسجلتها على اسطوانه فأحب ان الفت نظر حضرتك الى ان كل المصادر التي تناولت هذه الاغنيه او تناولت زيارة ام كلثوم للعراق عام 1932 ذكرت كلها او لنقول اغلبها على ان ام كلثوم غنتها وسجلتها على اسطوانه قيل انها شمعيه ...ولكن من جانب اخر تذكر نفس هذه المصادر ايضا ان ام كلثوم سمعت هذه الاغنيه لأول مره بصوت القديره والكبيره سليمة مراد وهذا معناه ثلاثة امور مهمه جدا وهي :
[b]

السلام عليكم
الأستاذ شعوبي المحترم ..الأستاذ عمر المحترم
يبدو أن هناك خطأ مني في عدم التمكن من إيصال الفكرة أو العبارات الواردة ...لذا فإني أعتبر هذه آخر أضافة للموضوع من قبلي ... فقط معلومة صغيرة ..منذ بداية العشرينات بدأت شركات الأسطوانات العديدة بأستعمال ما عرف عنه بالأسطوانة ( الحجــرية) الصلبة ومن سرعة 78 لفة أو دورة ...هذه فقط للفترة التي تدعي أنها سجلتها على أسطوانة ..شمـعيــــــة!!!
* ومسألة أخرى ...من قال أن الأغنية لأم كلثوم ؟ والكل يعرف أنها للمطربة سليمة مراد ...هذا شيء مفروغ منه وثابت ...نعم أم كلثوم أدت الأغنية في حفلاتها الأثنى عشر في ال 1932 ...وأشكركم وأشكر سعة رأيكم ..وإن شاء الله مستقبلاً سوف لاأقحم نفسي بهذه الأمور ..ولكني أيضاً قبل عقود ماضية ..كنت أتابع موضوع ..أغنية لأم كلثوم ..أسمها " ياروحي بلا كتر أسية .." حيث عثر على النوتة الموسيقية للأ غنية في مصر ..والأسطوانة في العراق -الموصل أو بالعكس ...وكان شيئاً فنياً كبيراً آنذاك ..مع تحياتي وتقديري .

الاخوة الاعزاء
السلام عليكم

في منتصف السبعينات رحلت الفنانة الرائدة سليمة مراد بعد ان عاشت حياة عريضة من الشهرة والمال والعطاء حتى انها حصلت على لقب (سليمة باشا) وهذا لقب لا يحصل عليه الا نخبة من الناس. واغلبية المصادر توكد انها ولدت في بغداد محلة الطاطران سنة 1905 وفي هذه المحلة كان يسكن كبار العازفين من اليهود في الجالغي البغدادي ووسط هذه الاجواء المفعمة بالطرب نما عندها حب الطرب والغناء فاخذت تستمع الى المقام العراقي والبستات القديمة حتى صار عندها رصيد من الارث الغنائي الموسيقي فصارت تقدم الحفلات في البيوت حتى اخذت شهرتها في الانتشار فغنت في الثلاثينات في ملهى الشورجة ثم غنت في ملهى الهلال ثم انتقلت في عدد من الملاهي المشهورة انذاك .

ويروي الدبلوماسي العراقي المرحوم أمين المميز في كتابه بغداد كما عرفتها ان اسم سليمة الاصلي هو سليمة مردخاي وانها من اصول ايرانية ومهما يكن من امر فان سليمة قد ولدت وعاشت وماتت في العراق كاي مواطنة عراقية ورفضت الهجرة الى اسرائيل في بداية الخمسينات كما فعل اغلب يهود العراق .

وقد تعرفت بالشاعر عبد الكريم العلاف الذي كتب لها اجمل الاغاني منها (خدري الجاي خدري وكلبك صخر جلمود وعلى شواطىء دجلة مر) وغيرها من الحان صالح الكويتي .

وفي عام 1932 التقت بالفنانة ام كلثوم في مسرح الهلال عندما قدمت الى بغداد اول مرة وتاثرت باغنية (كلبك صخر جلمود) وحفظتها عن طريق الفنانة سليمة مراد وسجلتها على اسطوانة نادرة كما تذكر كثير من المصادر .

وقد لاقت ام كلثوم صعوبة كبيرة في غناء هذه الاغنية بسبب ان ايقاع الاغنية هو الجورجينا العراقي الذي لم تغني به ام كلثوم سابقا .

ويروي عن عازف الايقاع المشهور المرحوم حسين عبد الله انه كان يجلس خلف عازف الايقاع في فرقة ام كلثوم ومن خلف الستارة وينغزه باصبعه في ظهره عند خروجه عن الايقاع اثناء غناء هذه الاغنية.

وقد استمع لها الاديب زكي مبارك في احدى الحفلات واطلق عليها لقب (ورقاء العراق) وكانت اول فنانة عراقية تحلق بالطائرة ميمنة شطر باريس بلد الفن والجمال.وفي سنة 1936 كانت من اوائل المطربات اللواتي دخلن الاذاعة فقدمت العديد من الحفلات الغنائية وكان لها منتدى ادبي في بيتها فيه كبار الشخصيات من الادباء والشعراء ورجال السياسة.

صورة سليمة مراد بعد عودتها من باريس بالازياء الباريسية في الثلاثينات

تروي سليمة مراد ....
لنرجع الى الماضي ايام المجد ومن ثم اعود الى الحاضر لأروي شقائي مع الناس كان عام 1932 يوم جاءت ام كلثوم الى بغداد لتغني في ملهى الهلال في منطقة الميدان وهي مطربة مبتدئة انذاك بالنسبة لي.
وفي حفلة خاصة احتضنت ام كلثوم العود واخذت تعزف واحدة من اغنياتي (قلبك صخر جلمود) وبدأت تغنيها وبعد اول مقطع توقفت عن العزف والغناء والتفتت نحوي وابتسامة خجل ترتسم على وجهها وهي تقول: (ياريت كنت اقدر اغنيها زيك) واخذ الحاضرون يصفقون لها وطلبوا منها في الحاح اكمال الاغنية ولكنها توجته بكلامها لي (ان شاء الله بعد عشر سنوات يكون لي قوة حنجرتك واوتارها الصافية، بعدها اغني الاغنية بتاعتك كويس ماتكونيش زعلانة مني). وبعد خمس سنوات سجلت ام كلثون الاغنية على اسطوانة تجارية دون ان تاتي على ذكري او صلتي بالاغنية برغم اني بذلت جهوداً كبيرة من اجل ان تتقن ام كلثوم لحن الاغنية.

وعن الرسالة التي وصلتها من ام كلثوم تقول:
ستي سليمة باشا وهنا لم تكشف اللثام عن مضمون الرسالة ولكنها تقول: لم اكن يوما بحاجة الى ام كلثوم لابني مجدي الفني فيكفي اني شغلت مئات العقول لسياسيين كبار وافرغت الكثير من الجيوب العامرة بسببي حتى ان بعضهم كان بسندات ملكية عقاراته متوسلاً بها ان يكون واحداً من عشاقي ومازلت اذكر التاجر الحلبي الذي ارسل لي من حلب اوراق تملك احد بيوته في الشام وعندما اعدت له الاوراق شاكرة باع البيت وارسل لي ثمنه ولم اطلب الحب من احد بل كان المئات يسعون الي ويزحفون على ركبهم من اجل كلمة كاذبة يقولها لساني دون احساس وشعور بل من اجل التسلية وهي (احبك) والتي قلتها مرات بلا احساس وجبر خواطر مئات العشاق المتيمين بحبي، ولا ادري كيف حالفني الحظ والنجاح وحالف الفشل شقيقتي (مسعودة) التي شاركتني الغناء في البداية برغم انها اكثر مني جمالاً وصوتها اكثر حلاوة كانت مرحة لاتعرف الهموم ولا تعبر بالا بالالام تضحك وتمرح ليومها وانا ابكي واتالم ليومي وللايام القادمة لاني لم اجد من يسعد قلبي برغم استعداد الالاف ليكونوا عبيداً لي.
وفي الوقت الذي كانت تسير به مسعودة نحو الفشل والنسيان كنت اصعد انا سلم المجد والجاه واحترقت هي في اضواء الشهرة التي احاطتني وانزوت في البيت منسية وجلست انا على قمة المجد دون مزاحم.

وعن جمهور ايام زمان تقول:
الجمهور هو الذي منحني لقب (باشا) فذات يوم اخذ الطرب بمشاعر احد الحاضرين في المكان الذي كنت اغني فيه فوقف صارخاً (انت الباشا واحسن من الباشا) ومن يومها ينهي الجمهور اهاته وطربه بجمله (يا سليمة يا باشا) ومن يومها اقترن اللقب بأسمي.

وانا اذكر ذلك جيدا في مقابلة تلفزيونية لها في بداية السبعينات عندما سألها مقدم البرنامج عن منحها رتبة الباشوية من قبل نوري السعيد فاجابت بالحرف الواحد وباللهجة العراقية ( محد جان خوارده وانطاني اللقب الناس همه سموني سليمة باشا ) .

توفيت سليمة مراد في ليلة رأس السنة 1 /1/ 1974 احد المستشفيات في بغداد ودفنت الى جوار الراحل ناظم العزالي في مقبرة الشيخ معروف الكرخ ..



اما ريجينة فهو اسم لامع في الثلاثينات من القرن الماضي وهي شقيقة
سليمة باشا وكانت احوالها المالية جيدة جدا وكثير من السياسين ووجهاء القوم يستدينون منها عند الضرورة .
كانت ريجينة تمتلك سيارة فارهة نوع بيوك (تسمى في حينها سفن سيتر) اي سبعة ركاب وتجلس في المقعد الخلفي الوسط كما يفعل الوزراء والباشوات في ذلك الوقت وتحمل سيارتها العلم العراقي وكانت كما يقال حينها دولة وعلم .
وكانت سيارتها الفخمة تشاهد واقفة امام العديد من الدوائر الرسمية لتمشية معاملتها وتوقيع الكمبيالات او لقضاء بعض شؤون المقربين .
وذكرها المرحوم عبود الكرخي في قصيدة حينما شاهد السيارة واقفة مع سائقها هو وصديقة نوري ثابت (حبزبوز) فارتجل مطلع القصيدة

شفتي يا روحي الحزينة **** الضخمة سيارة ريجينة
شفتي سيارة الضخمة **** بشارع الميدان ضخمة
هل سألت لمن ترجع **** وصادرة من اي مصنع
فلوسهه من اي منبع **** نابعة ومن اي خزينة

في الثلاثينات من القرن الماضي استدان الباشا ياسين الهاشمي رئيس الوزراء مبلغ 100 دينار لحاجة ما من ريجينة (وكان هذا المبلغ حينها كبير ) وكتب لها كمبيالة بالمبلغ حسب التقاليد السائدة حينها لضمان حقوق الطرفين .
وبعد فترة صادف عيد الغفران (الكيبور) لليهود فذهب الباشا الى دار ريجينة مهنئا بالعيد ولما علمت ان الباشا جاءها لتهنئتها مزقت الكمبيالة ورمتها تحت قدمه قائلة بلهجتها اشكون الباشا الهاشمي جاي لبيتي يهنيني بالعيد واللة دا أنعل أبوهه للميت دينار .

بنت ريجينة قصرا فخما لها في شاطيء المجيدية بعد ان انحسر مجرى النهر جهة الرصافة في منطقة العيواضية ( الموقع هو دار التمريض الخاص الان مجاور مدينة الطب) وخلف ارضا رملية واسعا بيعت الى علية القوم والمتنفذين بالدولة بعد ان تقاسموها بينهم وبيع المتر بسبعة عانات (العانة 4 فلوس) وبنت ريجينة قصرها الفخم جدا على قطعة ارض على الشاطيء ولم تتهنى به اذ قتلت قبل ان تنتقل اليه وقال فيها عبود الكرخي .

آخ يالدينار من جيبي طفر **** صبحت ريجينة مضروبة ابطبر


تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد













[center]

[

حفلات في لبنان وسوريا

في عام 1935 سافرت المطربة سليمة مراد يرافقها الموسيقار صالح الكويتي وفرقته الموسيقية، الى بيروت وحلب لاحياء حفلات هناك. ويروي صالح الكويتي في إحدى المقابلات الإذاعية أنهم قوبلوا هناك بحفاوة بالغة وإن الجمهور الذي ملأ القاعة كان يطلب منهم المزيد والمزيد . وقد نشرت مجلة " الصباح " البغدادية في حينه رسالة تلقتها من مراسلها في بيروت جاء فيها (كما في الصورة) "وصلت الينا المطربة العراقية المشهورة سليمة باشا بناء على طلب الوجيه السيد احمد الجاك الذي تعود مفاجأة الشعب البيروتي بكل جديد عظيم واستقبلها جمع كبير من الأدباء والوجهاء، وحين دخولها الى صالة الكاريون قوبلت بعاصفة من التصفيق والهتاف ثم ظهرت برفقة تختها الموسيقي المكون من خيرة الموسيقيين العراقيين وهم الأستاذ داود الكويتي على العود الذي كان النجاح حليفه في كل ما عزفه ، والأستاذ صالح الكويتي على الكمان وقد استعاده الجمهور مرتين وثلاثا وأربعاً ، وكان الشعب يتحدث بفنه ومقدرته ، والأستاذ موسى نسيم الذي لاقى في تقاسيمه على القانون كل إعجاب واستحسان وأيضاً الأستاذان حسقيل شاول وإبراهيم صالح وهما من النوابغ في الرق والطبلة . وبعد التقاسيم الفردية بدأت سليمة تغرد بصوتها العذب الجميل ، فقوبلت بالتصفيق وكانت تجيبهم بابتسامتها اللطيفة وما أن انتهت من غنائها حتى استعادوها ثانية وثالثة ولم تنته من غنائها إلا في الساعة الثانية بعد نصف الليل فكانت ليلة من ليالي بيروت الموسيقية النادرة. وفي الليلة الثانية ازدحمت الصالة قبل ظهورها على المسرح بساعتين. غنت قطعا عراقية جديدة منها نشيد المغفور له الملك فيصل تلحين الاستاذ صالح الكويتي الذي قوبل بالاعجاب. وكان المنتظر ان تنتهي حفلات سليمة باشا بهاتين الحفلتين ولكن السيد احمد الجاك اضطر الى احياء ثلاث حفلات اخرىارضاء للجمهور. ثم كلفت سليمة باشا من ينوب عنها بشكر الجمهور فقابلوا شكرها بالثناء. وقد تلقت تلغرافا من فلسطين لاحياء عدة حفلات فلبت الدعوة ووعدت باحياء الحفلات بعد انتهاء حفلات سورية" .