مبروك أفتتاح قهوة عزاوي

احتلت المقاهي ليس في بلدنا فحسب.. بل في عموم بلدان العالم اهمية اجتماعية وثقافية وسياسية حتى اصبحت جزءاً من تاريخ الشعوب يرتادها العامة والخاصة في المجتمع وملاذاً لذوي الميول المتقاربة والمهن المتشابهة يتردد عليها التجار والموظفون والطلبة والعمال واصحاب الحرف والباعة.. الذين ينتهون من امورهم الحياتية اليومية فيلجأون اليها طلباً للراحة أو الاستماع الى الاحاديث التي تستهويهم فيتجاذبون اطرافها.

والمقاهي في عموم بلدنا لها تاريخ طويل حافل فيتم اختيار اماكن اقامتها في المناطق الشعبية أو على ضفاف الانهر وغالباً ما تكون فيها الاعمدة المزخرفة والاقواس المزينة بالمصابيح الملونة والمناظر الطبيعية والآيات القرآنية الكريمة ونقوش الخطاطين وصور رجال الساسة والشعراء..

ويعد (سماور) الشاي الفضي على الاغلب أو الذهبي تحفة وزينة من التراث الاصيل في المقهى يزين رفوفه ويتصدر واجهته.. اما الاوجاغ وهو مكان اعداد الشاي فيحاط بانواع متعددة من (القواري) الخزفية المزينة بالورود والنقوش الجميلة وكذلك الاستكانات (الاقداح) المذهبة مع طقم الصحون الصغيرة يزهو بينها الشكردان الزجاجي المملوء بالسكر مع كماشة لتسوية جمرات الفحم لتضفي عليه نكهة وطعماً خاصاً لا يقاوم امام الاغراء باحتسائه.. وعادة ما يضاف اليه حبات الهيل ذات الرائحة العطرية الطيبة المذاق.

ويجلس الرواد في المقاهي ساعات طويلة يدخنون النركيلة أو السكاير ويحتسون الشاي والقهوة والدارسين والكجرات والنومي بصرة أو المرطبات ويلعبون الورق والدومنة والطاولي.. وفي سني الستينات دخلت المقاهي لعبة (الشطرنج) فاصبحت تنظم المباريات والمسابقات حتى حلت النوادي الخاصة بهذه اللعبة فخطفتها من المقاهي تقريباً.

ماهو سر مقهى عزاوي الشهير؟؟؟

مقَهَى عزاوي الشهير، كان احد المقاهي التي تميز باحتفالها وإحيائها ليالي رمضان، حيث يقيم خلال الشهر الجليل إقامة الألعاب الشعبية التي تقوم على الفراسة والتأمل، ومن أشهر تلك الألعاب (المحيبس والصينية والنقلة).
وهذا المقهى الشعبي الشهير اقترنت شهرته بالأغنية البغدادية الشهيرة (يا كهوتك عزاوي).. ويعود تأسيسها الى القرن التاسع عشر على وجه التقريب. وكان يقع في سوق الهرج ـ جانب الاحمدية ـ بجوار حمام الباشا منطقة الميدان. وعلى الرغم من ان صاحبه كان يدعى (حميد القيسي)، لكنه اشتهر باسم (كهوة عزاوي) نسبة الى شاب كان يعمل بها جاء من واسط اسمه (عزاوي)،

وهذا الشاب كان يتمتع بصفات ومزايا أعجبت رواد المقهى، فقد كان اريحي النفس وطيبها، يلبي طلباتهم من دون ضجر او تململ، هذه وغيرها جعلت رواد المقهى يزدادون يوماً بعد آخر، الأمر الذي جعلهم يسمون المقهى باسمه.
وذاعت شهرة المقهى في أنحاء بغداد باسم (عزاوي) الذي كان يجيد عمل الشاي بطريقة مميزة، فضلا عن نظافة المقهى، حتى أصبح بمرور الأيام نقطة جذب للكثير الذين يؤمونه ويتلذذون بشايه ذي النكهة الطيبة والطعم الفريد.
صاحب المقهى كان يقيم الليالي الرمضانية وسائر الليالي، وعلى وجه الخصوص كان يدعو أشهر قراء المقام العراقي مثل نجم الشيخلي واحمد زيدان، وكانت تقام فيه الأعيب الظل من وراء ستارة شفافة يؤديها (عيواظ وكركوز) بإدارة (ارشد أفندي).. وكانت تلك الألاعيب تحتوي انتقادات وسخرية للأوضاع السائدة آنذاك تزعج الدولة.
وقد كتب احد الشعراء الذين كانوا يرتادون المقهى الأغنية المشهورة (يا كهوتك عزاوي) بعد ان حدث خلاف بين الشاب الواسطي وصاحب المقهى، أدى الى عودته الى محافظته والذي أدى الى حرمان رواد المقهى من خدماته ولحسن أدبه وخلقه العالي ونزاهة تصرفه وروحه الطيبة ومعاملته لرواد المقهى، وتناقصهم بمرور الأيام، وتحولهم الى المقاهي القريبة، ما دفع بصاحب المقهى الى التخلي عنها وبيعها.
منقول للفائدة

د. محمد العامري

عدد المساهمات : 5 تاريخ التسجيل : 23/08/2013

حبذا لو تتكلمون ولو بالشي البسيط عن مقام الكرد وتفاصيله

» الأخوه رواد كهوة عزاوي ..