تـاريـخ الـمـقـام
ان المقام العراقي فن اصيل وتراث حضاري امتزجت وتفاعلت معه فنون حضارية اخرى ، وهو عُصَارة احقاب من الزمان لا يُعرف تاريخ محدد او فترة محددة لتأليفه ، وهناك من ينسبه الى العصر العباسي كما يقول شعوبي ابراهيم ، او الى العهود المظلمة اى فترة الحكم العثماني
وهي لا تتجاوز 400 عام كما يقول الرجب ، ان المقام ليست دائرة مغلقة بل حلقة مفتوحة يمكن بواسطتها تطوير واضافة مقامات جديدة كما فعل الاستاذ المرحوم محمد القبنجى .
فترة الانقطاع
يقول الفنان والخبير الاستاذ الرجب ، نحن الان بعد موت الفنان يوسف عمر في فترة انقطاع ، ويقصد بهذا الانقطاع عدم وجود قارئ مقام يفهم الانغام والتركيبات النغمية ، ويفهم لماذا صيغت او صنعت هذه المقامات بهذا الشكل ، بل يوجد قراء فقط ، ان المقام هو الارتجال الكامل الذي يعتمد على السمع وينطق بالحنجرة ، وهذا من احد الاسباب التي تجعل كتابة المقام (اي تنويته) عملية صعبة ، لانه كلما زاد الارتجال قل المكتوب والعكس صحيح. وللحديث بقية...
د. محمد العامري
[b]
أخي العزيز د.محمد العامري
دائماً نلتقي على المحبة والود
موضوع جميل وهي كنبذة للتعريف بالمقام العراقي ، أعرف بأن للموضوع بقية ..ولكني آتي على ماذكر للرجب بأن عمر المقام لايتجاوز ال 400 عام !! وهو بهذا رحمه الله قد ناقض وما ألفه من كتابين مهميين عن صفي الدين الأرموي [ كتاب الأدوار ] قبل 800 عام ، وكتابه الآخر [ الرساله الشرفية في النسب التأليفية ] أيضاً للحاج هاشم الرجب وهي من مؤلفاته قبل أكثر من ثلاثة عقود .. هذا واحد ..وثانياً .. أن أكثر الباحثين للموسيقى والأنغام ، لايكلف نفسه كثيراً للبحث في مخطوطات أخرى أيضاً ..وهل كنا كشعب أو ناس ..قبل ألف أو الفين سنة ..لانجيد ولانعرف الغناء وآلاته لتأتي علينا شعوب مثلاً علمونا الأنغام وغيرها ،وأعطوه هبة لنا !! لأن أي شعب في العالم له موروثه وجذوره في التاريخ وخاصة أمتدادات حضارتنا في عمق التاريخ ..الرافديني وبنظرة سريعة سنعرف أن هناك حتى نوتة موسيقية وآلات وغيرها وموجودة شواهدها في متاحفنا ! ومتاحف الغرب العديدة ، وهنا التجني بأن المقام العراقي هو حديث أو عثماني أو فارسي ..درست قسماً منها فوجدت بأنهم قد أخذوا من موسيقانا ..وكذلك فأن جذور المقام هو عراقي مائة بالمائة ..يعني مثال بسيط ..لو يعلمون أجيالاً من الأطفال في العراق عن الباليه مثلاً !! سوف يتقنون ذلك أولاَ ..ولكن أن يبدعوا ويبتكروا فيه ..فهو محال ..لأن الموروث الشعبي لايمكن أن يأتي من الخارج ..هو وليد أناس وحضارة ومراحل عديدة مرت بهم ..وبالعكس لايمكن من بيعه وتوريثه لشعوب أخرى .
* ونقط أخرى ..أن المقام ليس فناً أرتجالياً ، بل أن نغماته وأوصاله محسوبة بدقة زمنية متناهية ..فالموسيقى ليست أرتجال بل علم من العلوم والمغني خاضع لهذه الأنتقالات النغمية وحسب زمن كل واحدة ..وكذلك العازفين ..
* في العصر الأموي وحتى العصر العباسي كان السلم الموسيقي العربي [22 جزءاً] ، وفي آواخر العصر العباسي جعله الأرموي 17 جزءاً غير متساوٍ وذو أبعاد ومسافات جديدة ،وبقى معمولاً به لحين ظهور السلم الموسيقي ال 24 ربعاً والمعمول به لحد الآن وقد تم تثيته في مؤتمر الموسيقى العربي الأول 1932 ولاحقاً في مؤتمر بغداد للموسيقى 1964 ..فإذن السلم الموسيقي ومنها المقامات والتي هي 7 رئيسية متعارف عليها في الأقطار العربية ،والباقي حسب تراث كل دولة وأختلاف التسميات ولكن النغمات واحدة!
* صفي الدين الأرموي ..كان قد غنى مع العود أمام الغازي هولاكو بعد سقوط بغداد ... فأعجبه غنائه وعزفه على العود ،وقبله أبراهيم الموصلي وأسحاق الموصلي وزرياب ..والمغنيين والقيان في العصور العديدة .
* قبل أكثر من نصف قرن كان هناك من المتولين لشؤن المقام في العراق ..يرفضون تنويط وكتابته حسب السلم الموسيقي ..وأفشلوا كل المحاولات آنذاك ،وقالوا التنويط سيقتل أو سيضعف المقام ويبعده عن روحيته ..طيب كيف سننقل هذه الروحية ..إذا كلهم قد غادروا الحياة ؟ الحل الأمثل كتابة المقامات بدقة ومن أختصاصيين [ اليوم لاوجود لهم] وجلهم لايستطيعون كتابة وقرأة النوتة الموسيقية !! الجهل منتشر في كل مفاصل الحياة ...
* أختصر هذه فقرة بسيطة لمقام البيات ..كتب قبل أكثر من ثلاثين عاماً ( روحي الخماش الله يرحمه ) ،وهي لقرآة للمقام من قبل نجم الشيخلي ..كم بعثنا مع النسيم سلاما ...تحياتي د. محمد وطولت عليك وأن شاء يتم تبويب ذلك وحسب المصادر والمخطوطات والبحوث ، وشكراً جزيلاً .
[center]